أرشيف

« وضحة» .. عاشقة وقتيلة هوى «دحباشي»

منطقة حجف التابعة لمديرية الريدة أرض قبائل الصيعر ، حجف منطقة نائية فيها بيت ومسجد يؤوي العمال مساء كل يوم وفي الصباح الباكر ينقلهم المقاول إلى أماكن العمل التي يحددها لهم..

وفي ذلك المنزل الذي يقع قرب المسجد الذي يأوي إليه العمال تسكن أسرة كبيرة ومتعددة والقرية ممر الطريق، يستريح فيها الكثير من المسافرين والعابرين من البدو وغيرهم.

البدوية وضحة وجدت أواخر العام قبل المنصرم قتيلة مضرجة بدمائها جراء ضربة قاتلة في الرأس بواسطة هراوة كبيرة أردتها قتيلة في الحال. قبل شهر من قتل وضحة كان قد تم طلاقها من زوجها وقد لمس الكثير من السكان والمترددين إلى قرية حجف اهتمام وضحة بأحد العمال الوافدين من المناطق الشمالية والذين يعرفون هناك بمسمى "الدحابشة" ، كان العامل شاباً وسيماً يدعى "صادق مرشد حزام" اهتمام وضحة به، كان في كثير من المواقف يكشف نظرات الإعجاب ولوعة العشق وربما أنه كان حباً صادقاً سيجري في قنواته الصحيحة ولكن الهراوة قضت على وضحة.

وعلى الفور وبمجرد أن أعلن خبر الجريمة المفاجئة تم دفن وضحة وفي اليوم التالي صباحاً فوجئ العمال بسيارات عددها أربع محملة بمجاميع من البدو المسلحين اختطفوا المقاول والعمال وتم سجنهم واحتجازهم لديهم وقاموا بالتحقيق معهم.

وبعد أن تقدمت جهات من البدو ولم تكن تستحسن ذلك الإجراء ببلاغ إلى الجهات الأمنية تم تحرير العمال من سجن البدو ليتم اقتيادهم إلى سجن مديرية القطن وتم نبش القبر وإخراج الجثة التي قام بمعاينتها طبيب تم إيفاده من صنعاء وفي نهاية المطاف تم الإفراج عن جميع العمال باستثناء صادق ليدفع ثمن الإعجاب.. أخ القتيلة المدعو "مبخوت" حين حضر المحكمة أدلى بشهادته لصالح صادق لكن استمر صادق في السجن لمدة عام كامل والإجراءات تشير إلى أن صادق سوف يقاد إلى حبل المشنقة.

وكانت المفاجأة مهولة حين اعترف الزوج السابق لوضحة أنه هو من قتلها غيرة من إعجابها بصادق وتم الإفراج عن صادق بموجب مذكرة من نيابة القطن ولكن محكمة سيئون أصرت على اتهام صادق والبدوي زوجها (ع . س) وقيل أن الغرض من هذا التوجه إسكات المقاول الذي هو قريب صادق من المطالبة بمواد البناء والمعدات المحتجزة لدى البدو رغم أن محاضر أجهزة الضبط الجنائي أكدت رسمياً أن صادق مجرد مشتبه وأغلبية الظن أنه بريء .

عام كامل قضاه صادق مرشد في سجن السلطات الرسمية بدون ذنب أو دليل سوى أن وضحة أعجبت به وربما شغفت به حباً .. أمر يحصل في أحسن العائلات، وزليخا التي شغفت حباً بسيدنا يوسف كانت زوجة الملك ، فهذا الأمر لا يعيب قبائل الصيعر ولكن ما يعيبهم حجز معدات المقاول والظلم الذي لحق بصادق.

زر الذهاب إلى الأعلى